✓النمو الجسمي/ النموالحركي /النموالاخلاقي عند المراهق:
تعتبر مراحل النمو عند المراهق فتة مهمة وحاسمة في حياة الانسان،حيث يتعرض للكثير
من التغيرات :الجسمية ،الحركية،الاخلاقية.نقدم لكم فيما يلي تفاصيل عن هذه المراحل:
✓اولا:مرحلة النمو الجسمي والفيسيولوجي:
يشهد النمو الجسمي في المراهقة طفرة كبيرة.وتتمثل هذه في سرعة معدل النمو الجسمي وخاصة الطول،والوزن،والنمو في المظاهرالجنسية الأولية والثانوية.ويستمر معدل النمو في السرعة والزيادة،حتى يتوقف في نهاية المرحلة أو قبلها بقليل، وذلك بحسب ما إذا كان المراهق قد بدأ نموه مبكرا أو متأخرا.يسير النمو الجسمي في مرحلة المراهقة بمعدل سريع لا تضاهيه مرحلة أخرى إلا مرحلة ما قبل الولادة.ان هذه السرعة بمعدل النمو،من مسؤولية الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء.تعدالغدة النخامية الموجودة أسفل المخ،هي المسؤولةعن تنظيم الافرازات المسؤولة عن النمو في مرحلة المراهقة ،فعندوصول الناشئ الى سن معينة تستثار الغدة النخامية، فترسل اشاراتهاللغدد التناسلية لدى البنين والبنات ،كي تبدأ في إفراز هرموناتها،وهما:هرمون الاندروجين عندالذكور،وهرمون الاستروجين عند الإناث.وفي الحقيقة أن كلا الجنسين يحملان الهرمونات نفسها ،ولكن بنسب متفاوتة.فنجد أن افرازات الاندروجين لدى الذكور تزيد ثمانية أضعاف، والعكس بالنسبة لافرازات الاستروجين بالنسبةللاناث،حيث يزيد عن ثمانية أضعاف عن البنين.تستمر الزيادة في الطول بالنسبة للذكور والإناث.ولكن يبدأ نمو الإناث قبل البنين بحوالي سنة ونصف أو سنتين . وغالباً ما يلحق الذكور الإناث ،وذلك لأن الطول لديهم يزداد أكثر من الإناث ،ويتوقف الطول عند الإناث في عمر16سنة ،بينما يستمر الذكور في الطول حتى سن 18.والملاحظ أن الأطفال القصار القامة أو الطوال القامة يستمرون كذلك في المراهقة،ويتبع الوزن نمط النمو نفسه.
ومن المظاهر الجسمية الأخرى التي يتضح نموها في المراهقة، بالنسبة للذكور والاناث ما يأتي:
بالنسبة للذكور، يزداد عرض الكتفين وتغلظ العظام ويظهر الشعر في الوجه ،والصدر وتحت الابطين وحول الاعضاء التناسلية،التي يزداد حجمها وفي هذه المرحلة يختفي الصوت الطفولي تماما ويظهر الصوت الاجش.اما بالنسبة للإناث، فيزداد الشحم في الكتفين ،وفي الارداف،ممايعطي الجسم نوعا من الاستدارة،كما يزداد نمو الثديين ويظهر الشعر تحت الابطين وحول الاعضاء التناسلية ،هذا بالإضافة إلى أن كلا الجنسين يعانيان من ظهور حب الشباب،وبالرغم من أن ظهور الطمث قد يبدأ عند الإناث قبل12سنة،لكن ظهوره قد يتأخر بعد هذه السن.وتتصف فترات ظهور الطمث بعدم الانتظام ،كماان ظهور الطمث لدى الفتيات لا يعني استعدادهن للاخصاب،حيث أن الاخصاب لا يحدث إلا بعد مرور فترة من بداية ظهور الطمث.
يحمل البلوغ أيضا تغييرات تطال أعضاء حيوية ،مثل: القلب والرئتين التي يزداد حجمها بشكل كبير ،وتنخفض نبضات القلب .وهذه التغيرات هي أكثر بروزا عند الذكور منها عند الإناث.فقبل سن12سنة،فان الذكور والإناث يملكون القوة والسرعة والقدرة على تحمل الجهد نفسه تقريبا،وقد يتقدم الذكور قليلا عن الإناث في هذا المجال،بسبب وجود كمية قليلة من الدهن في اجسامهم،ونمو عضلاتهم.بعد البلوغ يسبق الذكور الإناث كثيرا في هذا المجال.
✓ثانيا:النمو الحركي:
يتأخر نمو الجهاز العضلي عن نمو الجهاز العظمي مقدار سنة تقريبا،ويسبب ذلك للمراهق تعبا وارهاقا ،ولو دون عمل يذكر ،وذلك لتوتر عضلاته وانكماشها ،مع نموالعظام السريع ،كماان سرعة النمو في الفترة الأولى من المراهقة تجعل حركاته غير دقيقة ،ويميل نحو الخمول والكسل والتراخي ،حتى يتسنى له إعادة تنظيم عاداته الحركية بما يلائم هذا النمو الجديد.اما بعد الخامس عشرة ،فتغدو حركات المراهق أكثر توافقا وانسجاما ،وياخذ نشاطه بالزيادة،ويصبح نشاطا بناء يرمي إلى تحقيق هدف معين ،على العكس من النشاط الزائد غير الموجه،الذي يقوم به الاطفال في المدرسة الابتدائية.
✓ثالثا:النمو الاخلاقي:
أن فكرة الصواب والخطأفي بداية المراهقة ،تعتمد على المعايير التي تتبناهاالمجموعة،فما تقول المجموعة أنه صواب يصبح صوابا ،بغض النظر عن قيمته المطلقة،يطلق (كوبرج) على النمو الأخلاقي في هذه المرحلة بالمستوى الثاني، وأسماه المستوى القانوني أو العرف conventional وبما أن التلميذ البالغ في هذه المرحلة ينظر لجماعة الأصدقاء بتقدير كبير .ويعد رؤيتها ومعاييرها للأمور على درجة كبيرة من الاهمية،تصبح الامور في نظره صوابا أو خطأ متى أقرت المجموعة ذلك ،بغض النظر عن النتائج المترتبة على هذه النظرة ،فقد يلجأ المراهق الى السرقة أو إيذاء الآخرين أو إتلاف المرافق العامة ،لان هذا النوع من السلوك يعتبر من معايير القبول في الجماعة،فقد تحرضه الجماعة على إرتكاب سرقة ،فيقوم بذلك دون مراجعة لقواعد اخرى أو الشعور بأنه يتلقى عقابا نتيجة لذلك.وعلى العكس قد يتحاشى القيام بسلوك معين حتى إذا كان ذلك السلوك يؤدي إلى مكافأته ،اذا كان هذا السلوك لا يتماشى مع معايير الجماعة.ولكن في نهاية مرحلة المراهقة يتحول حكم المراهق الاخلاقي ،فيما يتعلق بالصواب والخطأ إلى ما يشبه حكم الراشدين .فيبني أحكامه الأخلاقية، على القواعد العامة السائدة في المجتمع ،سواء كانت تتماشى مع معايير الجماعة ام لا.فالغش والسرقة خطأ ،لأن القواعد العامة في المجتمع لا تقر هذا السلوك .فيتحول المراهق من تماهيه بالجماعة بكل قواعدها ضوابطها، إلى القواعد العامة المعمول بها في المجتمع .إن وجود المراهق ضمن هذه الفئة ،لا يعني أنه لن ينحرف بضغط من الجماعة .كأن يسرق أو يتلف الممتلكات العامة.لكن هذا لا يعني أنه لا يحس أن ما يفعله خطأ بحق المجتمع ،وانه يخل بالقانون حينما يقوم بهذا السلوك.